رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان
يوافق اليوم، 29 نوفمبر، اليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان. وهو اليوم الذي يوجّه فيه العالم التحية لنضال المدافعات ويعترف بالأثر الإيجابي لما يقمن به من أنشطة، ليس على حياة النساء فحسب، بل على المجتمع الإنساني كله. تنشط المدافعات في كل مكان بالعالم لدعم الديمقراطية والحقوق الأساسية للإنسان بالإضافة لدفاعهن عن مبدئي المساواة وعدم التمييز ومناهضة الصور المختلفة للامساواة والعنف المبنيين على النوع الاجتماعي.
كنتيجة مباشرة للدفاع عن حقوق الإنسان يتعرض المدافعون والمدافعات لأشكال شتى من الاستهداف والانتهاكات، غير أن المدافعات على وجه الخصوص – وأيًا كانت القضية التي ينشطن في الدفاع عنها- يواجهن تحديات مضاعفة. فوجودهن وعملهن يعتبر في حد ذاته تحديًا للهيمنة الذكورية في المجتمعات التقليدية وكسر للأدوار النمطية التي تحصر النساء في المنزل وفي الأعمال الرعائية. بعيدًا عن سياق الناشطية والانخراط في الشأن العام.
تتعرض المدافعات عن حقوق الإنسان للاستهداف والوصم، والاعتقال والمحاكمات التعسفية، والسجن لفترات طويلة، فضلًا عن حملات التشهير وتشويه السمعة. في محاولة لإجبارهن على الصمت وعلى الانسحاب من المجال العام. قد تتداخل وتتضاعف ألوان القمع السابقة بسبب سمات أخرى تمتلكها المدافعات مثل العرق، واللون، والدين، والإعاقة، والتوجه الجنسي، والطبقة الاجتماعية، والرأي السياسي، وغيرها.
في هذا اليوم نحن نقدر ونعتز بكل التضحيات التي بذلتها المدافعات عن حقوق الإنسان في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى الأخص المدافعات في مناطق النزاع والأراضي المحتلة. نحن نحيي نضال زميلاتنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي السودان، وفي سوريا، وفي اليمن، وفي ليبيا.
في هذا اليوم أيضا نحن نتذكر زميلتنا العزيزة مي جمال مصطفى، الباحثة النسوية المصرية والمدافعة عن حقوق الإنسان والتي لقت حتفها مع زوجها جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزل عائلة زوجها في قطاع غزة، في مطلع نوفمبر الحالي.
اخيرًا نحن نعد ببذل كل جهد ممكن لدعم المدافعات عن حقوق الإنسان ودعم حقهن في ممارسة أنشطتهن السلمية المشروعة بشكل آمن وفي بيئة خالية من كل أشكال الوصم والعنف والتمييز.
جهود لدعم المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان